{ يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم ( 10 ) تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ( 11 ) يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم ( 12 ) وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين ( 13 ) } .
ينادي الله تعالى أهل الإيمان إلى ما يظفرهم بأسعد مآب ، وما يدركون به أجزل ثواب { والله يدعو إلى دار السلام . . }{[6718]} فمن ابتغى نعيمها ، فليسع لها ، وليبذل ثمنها الذي كتب الله لها ! { إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة . . . }{[6719]} ولقد أقر أولو الألباب أنها تجارة رابحة لا يخالطها بوار ولا خسارة فقالوا : أنفس هو خالقها وأموال هو رازقها ، ثم يعطينا علينا أجراَََ الجنة ؛ إنها لصفقة رابحة ؛ وأية معاوضة أبرك من هذه المعاوضة ؟ ! يدعونا ليغفر لنا ذنوبنا ، ويحمينا من الخزي والتحسير ، وحر السعير ، ويسكننا قصورا أحكم بنيانها ، وشرف مكانها ، وكثرت بساتينها ، وتدفقت أنهارها ، لا ظعن من مقاعد الصدق هذه ولا تحول عنها ؛ فما أعظم الجزاء ، وأجزل العطاء ؛ ويعجل ربنا للمجاهدين في سبيله عزا ونصرا ، وتأييدا على العدو وظفرا ، وفتحا قريبا لما استغلق ، وبشرى للمؤمنين أن الله مع الصابرين ، والعاقبة للمتقين ؛ وإنما وجه النداء في الآية الأولى إلى { الذين آمنوا } ثم بدئت الآية الثانية بقوله سبحانه : { تؤمنون } إما لأن المراد : تستمرون على الإيمان ، وتثبتون مجاهدين ؛ أو : يا من انتسبتم إلى الإيمان هذا سبيل الصدق في اليقين ، والرسوخ في نصرة الدين ، حتى يتبين الذين أخلصوا ووفوا بعهد رب العالمين ؛ و{ تؤمنون }و { تجاهدون } قد يكون المراد منهما التجدد والاستمرار ، أو هما خبران بمعنى الآمر ، أي آمنوا وجاهدوا ؛ و{ يغفر لكم } مجزوم في جواب الأمر الذي جاء بلفظ الخبر- آي آمنوا وجاهدوا- أو جواب لشرط دل عليه الكلام ، والتقدير : إن تؤمنوا وتجاهدوا يغفر لكم . مما أورد صاحب [ جامع البيان . . . ] { ذلكم خير لكم } يقول : إيمانكم بالله ورسوله ، وجهادكم في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم خير لكم من تضييع ذلك والتفريط فيه { إن كنتم تعلمون } مضار الأشياء ومنافعها . . . ولكم أخرى تحبونها . . . ولكم خلة أخرى سوى ذلك تحبونها في الدنيا : نصر لكم على أعدائكم ، وفتح قريب يعجل لكم . . . وبشر- يا محمد- المؤمنين بنصر الله إياهم على عدوهم ، وفتح عاجل لهم . اه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.