قوله : { وأخرى تُحِبُّونَهَا } . فيها أوجه{[56500]} :
أحدها : أنها في موضع رفع على الابتداء وخبرها مقدر ، أي : ولكم أو وثمَّ أو عنده خصلة أخرى أو مثوبة أخرى ، و " تُحِبُّونهَا " : نعت له .
الثاني : أن الخبر جملة حذف مبتدؤها ، تقديره : هي نصر ، والجملة خبر " أخرى " . قاله أبو البقاء{[56501]} .
الثالث : أنها منصوبة بفعل محذوف للدلالة عليه بالسِّياق ، أي : ويعطكم ، أو يمنحكم مثوبة أخرى ، و " تُحِبُّونهَا " نعت لها أيضاً .
الرابع : أنها منصوبة بفعل مضمر يفسره " تُحِبُّونهَا " فيكون من الاشتغال ، وحينئذ لا يكون " تحبونها " نعتاً لأنه مفسر للعامل فيه .
الخامس : أنها مجرورة عطفاً على " تجارة " .
وضعف هذا بأنها ليست مما دلَّ عليه إنما هي ثواب من عند الله .
قال القرطبي{[56502]} : " هذا الوجه منقول عن الأخفش والفراء " .
قوله : { نَصْرٌ مِّنَ الله } .
خبر مبتدأ مضمر ، أي : تلك النعمة ، أو الخلة الأخرى نصر ، " من الله " نعت له أو متعلق به ، أي : ابتداؤه منه .
ورفع " نَصْرٌ ، وفَتْحٌ " قراءة العامة .
ونصب ابن أبي عبلة الثلاثة . وفيه أوجه ذكرها الزمخشري{[56503]} .
أحدها : أنها منصوبة على الاختصاص .
الثاني : أن ينتصبن على المصدرية ، أي : ينصرون نصراً ، ويفتح لهم فتحاً قريباً .
الثالث : أن ينتصبن على البدل من «أخْرَى » ، و«أخرى » منصوبة بمقدر كما تقدم ، أي يغفر لكم ويدخلكم جنات ويؤتكم أخرى ، ثم أبدل منها نصراً وفتحاً قريباً .
فصل في معنى الآية{[56504]}
ومعنى الآية أي : ولكم نصر من الله { وَفَتْحٌ قَرِيبٌ } ، أي : غنيمة في عاجل الدنيا قبل فتح مكة . وقال ابن عباس - رضي الله عنهما - يريد فتح فارس والروم { وَبَشِّرِ المؤمنين } برضا الله عنهم{[56505]} .
وقال البغوي : «وبشر المؤمنين » يا محمد بالنصر في الدنيا والجنة في الآخرة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.