الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{قُل لَّآ أَمۡلِكُ لِنَفۡسِي نَفۡعٗا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۚ وَلَوۡ كُنتُ أَعۡلَمُ ٱلۡغَيۡبَ لَٱسۡتَكۡثَرۡتُ مِنَ ٱلۡخَيۡرِ وَمَا مَسَّنِيَ ٱلسُّوٓءُۚ إِنۡ أَنَا۠ إِلَّا نَذِيرٞ وَبَشِيرٞ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ} (188)

{ قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِى } هو إظهار للعبودية والانتفاء عما يختص بالربوبية من علم الغيب : أي أنا عبد ضعيف لا أملك لنفسي اجتلاب نفع ولا دفع ضرركما المماليك والعبيد { إِلاَّ مَا شَاء } ربي ومالكي من النفع لي والدفع عني { وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الغيب } لكانت حالي على خلاف ما هي عليه ، من استكثار الخير ، واستغزار المنافع ، واجتناب السوء والمضارّ ، حتى لا يمسني شيء منها . ولم أكن غالباً مرة ومغلوباً أخرى في الحروب . ورابحاً وخاسراً في التجارات ، ومصيباً [ و ] مخطئاً في التدابير { إِنْ أَنَا إِلاَّ } عبد أرسلت نذيراً وبشيراً ، وما من شأني أني أعلم الغيب { لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } يجوز أن يتعلق بالنذير والبشير جميعاً ، لأن النذارة والبشارة إنما تنفعان فيهم . أو يتعلق بالتبشير وحده ويكون المتعلق بالنذير محذوفاً أي إلا نذير للكافرين وبشير لقوم يؤمنون .