الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَلَوۡ أَنَّ أَهۡلَ ٱلۡقُرَىٰٓ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوۡاْ لَفَتَحۡنَا عَلَيۡهِم بَرَكَٰتٖ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَٰكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذۡنَٰهُم بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ} (96)

اللام في القرى : إشارة إلى القرى التي دلّ عليها قوله : { وَمَا أَرْسَلْنَا فِى قَرْيَةٍ مّن نَّبِىٍّ } [ الأعراف : 94 ] كأنه قال : ولو أنّ أهل تلك القرى الذين كذبوا وأهلكوا { ءامَنُواْ } بدل كفرهم { واتقوا } المعاصي مكان ارتكابها { لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بركات مّنَ السماء والأرض } لآتيناهم بالخير من كل وجه . وقيل : أراد المطر والنبات { ولكن كَذَّبُواْ فأخذناهم } بسوء كسبهم ويجوز أن تكون اللام في القرى للجنس .

فإن قلت : ما معنى فتح البركات عليهم ؟ قلت : تيسيرها عليهم كما ييسر أمر الأبواب المستغلقة بفتحها . ومنه قولهم : فتحت على القارىء إذا تعذرت عليه القراءة فيسرتها عليه بالتلقين .