الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{قُلۡ إِنۡ أَدۡرِيٓ أَقَرِيبٞ مَّا تُوعَدُونَ أَمۡ يَجۡعَلُ لَهُۥ رَبِّيٓ أَمَدًا} (25)

قوله : { أَقَرِيبٌ } : خبرٌ مقدَّمٌ و " ما تُوعَدون " [ مبتدأ ] . ويجوز أن يكون " قريبٌ " مبتدأً لاعتماده على الاستفهام . و " ما تُوعَدون " فاعلٌ به أي : أقربُ الذي تُوْعَدون ، نحو : أقائمٌ أبواك . و " ما " يجوزُ أَنْ تكونَ موصولةً ، فالعائدُ محذوفٌ ، وأَنْ تكونَ مصدريةً فلا عائدَ/ و " أم " : الظاهرُ أنها متصلةٌ . وقال الزمخشري : " فإنْ قلتَ ما معنى { أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً } والأمدُ يكونُ قريباً وبعيداً ؟ ألا ترى إلى قولِه { تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدَاً بَعِيداً }

[ آل عمران : 30 ] قلت : كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يَستَقْرِبُ المَوْعِدَ فكأنه قال : " ما أَدْري أهو حالٌ متوقَّعٌ في كلِّ ساعةٍ أم مُؤَجَّلٌ ضُرِبَتْ له غايةٌ " .