فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قُلۡ إِنۡ أَدۡرِيٓ أَقَرِيبٞ مَّا تُوعَدُونَ أَمۡ يَجۡعَلُ لَهُۥ رَبِّيٓ أَمَدًا} (25)

{ قُلْ إِنْ أَدْرِى أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ } أي ما أدري أقريب حصول ما توعدون من العذاب { أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبّى أَمَداً } أي غاية ومدّة . أمره الله سبحانه أن يقول لهم هذا القول لما قالوا له : متى يكون هذا الذي توعدنا به ؟ قال عطاء : يريد أنه لا يعرف يوم القيامة إلاّ الله وحده ، والمعنى أن علم وقت العذاب علم غيب لا يعلمه إلاّ الله . قرأ الجمهور : { رَبِّيْ } بإسكان الياء . وقرأ الحرميان وأبو عمرو بفتحها ، «وَمَنْ » في : { مَنْ أَضْعَفُ } موصولة ، وأضعف خبر مبتدأ محذوف : أي هو أضعف ، والجملة صلة الموصول ، ويجوز أن تكون استفهامية مرتفعة على الابتداء ، وأضعف خبرها ، والجملة في محل نصب سادة مسدّ مفعولي أدري ، وقوله : { أَقَرِيبٌ } خبر مقدّم { وَمَا تُوعَدُونَ } مبتدأ مؤخر .

/خ28