غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَا تَنَٰزَعُواْ فَتَفۡشَلُواْ وَتَذۡهَبَ رِيحُكُمۡۖ وَٱصۡبِرُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ} (46)

41

{ وأطيعوا الله ورسوله } في سائر ما يأمر به لأن الجهاد لا ينفع إلا مع التمسك بسائر الطاعات { ولا تنازعوا فتفشلوا } منصوب بإضمار «أن » أو مجزوم لدخوله في حكم النهي ويظهر التقدير «أن » في قوله { وتذهب ريحكم } على القراءتين . والريح الدولة شبهت في نفوذ أمرها وتمشيته على وفق المشيئة بالريح وهبوبها . يقال : هبت رياح فلان إذا دالت له الدولة ونفذ أمره . وقيل : الريح حقيقة ولم يكن نصر قط إلا بريح يبعثها الله . وفي الحديث : «نصرت بالصبا » حذرهم التنازع واختلاف الرأي نحو ما وقع لهم بأحد بمخالفتهم رسول الله . احتج نفاة القياس بالآية لأن القول به يفضي غالباً إلى النزاع المنهى عنه . وكذا القائلون : بأن النص لا يجوز تخصيصه بالقياس .

/خ49