تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَيَوۡمَ نَحۡشُرُهُمۡ جَمِيعٗا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشۡرَكُواْ مَكَانَكُمۡ أَنتُمۡ وَشُرَكَآؤُكُمۡۚ فَزَيَّلۡنَا بَيۡنَهُمۡۖ وَقَالَ شُرَكَآؤُهُم مَّا كُنتُمۡ إِيَّانَا تَعۡبُدُونَ} (28)

{ ويوم نحشرهم جميعا } يعني : المشركين وأوثانهم جميعا { ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم } يعني : الأوثان { فزيلنا بينهم } بالسيئات ، يعني : المشركين على حدة والأوثان على حدة { وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون } الأوثان تقول هذا للمشركين : ما كانت عبادتكم إيانا عن دعاء كان منا لكم ، وإنما دعاكم إلى عبادتنا الشيطان .

قال محمد : يجوز النصب في قوله عز وجل : { مكانكم } على الأمر ، كأنهم يقال لهم : انتظروا مكانكم حتى يفصل بينكم ؛ وهي كلمة جرت على الوعيد ؛ تقول العرب : ( مكانك ) تتوعد بذلك .

وقوله عز وجل : { فزيلنا بينهم } أي : ميزنا ؛ يقال : أزلت الشيء من الشيء أزيله ؛ أي : مزته منه أميزه .