بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَيَوۡمَ نَحۡشُرُهُمۡ جَمِيعٗا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشۡرَكُواْ مَكَانَكُمۡ أَنتُمۡ وَشُرَكَآؤُكُمۡۚ فَزَيَّلۡنَا بَيۡنَهُمۡۖ وَقَالَ شُرَكَآؤُهُم مَّا كُنتُمۡ إِيَّانَا تَعۡبُدُونَ} (28)

قوله تعالى : { وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً } ، وهذا كله في يوم نجمعهم جميعاً ، يعني : الكفار وآلهتهم . { ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ } ، يعني : قفوا أنتم وآلهتكم ويقال : الرؤساء والأتباع { فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ } ، يعني : ميزنا وفرقنا بين المشركين وبين آلهتهم ، وأصله في اللغة من زال يزول ، وأزلته وزيلته بمعنى واحد ، ويقال : فرقنا بينهم من التواصل والألفة ، يعني : بين الرؤساء والأتباع ، ويقال : يأمر الله تعالى أن تلحق كل أمة بما كانوا يعبدون من دون الله فيتفرق أهل الملل ، وذلك قوله { فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ } يعني : بين أهل الشرك وأهل الإسلام .

ثم قال للمشركين : ماذا كنتم تعبدون ؟ فينكرون ويحلفون ، ثم يقرون بعدما يختم على أفواههم وتشد أعضاؤهم أنهم كانوا يعبدون الأصنام . { وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ } ، يعني : آلهتهم لمن عبدها : { مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ } في الدنيا بأمرنا ولا نعلم بعبادتكم إيانا ، ولم تكن فينا روح فنعقل عبادتكم إيانا ، فيقول من عبدها قد عبدناكم وأمرتمونا فأطعناكم ، فقالت الآلهة : { فكفى بالله شَهِيدًا } .