معاني القرآن للفراء - الفراء  
{وَيَوۡمَ نَحۡشُرُهُمۡ جَمِيعٗا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشۡرَكُواْ مَكَانَكُمۡ أَنتُمۡ وَشُرَكَآؤُكُمۡۚ فَزَيَّلۡنَا بَيۡنَهُمۡۖ وَقَالَ شُرَكَآؤُهُم مَّا كُنتُمۡ إِيَّانَا تَعۡبُدُونَ} (28)

وقوله : { فَزَيَّلْنا بَيْنَهُمْ . . . }

ليست من زُلْت ؛ إنما هي من زِلْتُ ذا من ذا : إذا فرَّقت أنت ذا من ذا . وقال { فزيَّلنا } لكثرة الفعل . ولو قَلَّ لقلت : زِلْ ذا من ذا ؛ كقولك : مِزْ ذا من ذا . وقرأ بعضهم { فزايلنا بينهم } وهو مثل قوله : { يراءون ويرءُّون } { ولا تصعِّر ، ولا تصاعر } والعرب تكاد توفّق بين فاعلت وفعَّلت في كثير من الكلام ، ما لم تُرد فَعَلَتَ بي وفعلتُ بك ، فإذا أرادوا هذا لم تكن إلا فاعلت . فإذا أردت : عاهدتك وراءيتك وما يكون الفعل فيه مفردا فهو الذي يَحتمل فعلت وفاعلت . كذلك يقولون : كالمت فلانا وكلَّمته ، وكانا متصارمين فصارا يتكالمان ويتكلمان .