تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{فَنَادَىٰهَا مِن تَحۡتِهَآ أَلَّا تَحۡزَنِي قَدۡ جَعَلَ رَبُّكِ تَحۡتَكِ سَرِيّٗا} (24)

{ فناداها من تحتها } قال قتادة : كنا نحدث أنه جبريل{[702]} . قال يحيى : وقال بعضهم : { فناداها من تحتها } يعني : عيسى .

قال محمد : لم يبين لنا ( يحيى ) كيف القراءة في قوله : ( من تحتها ) وذكر أبو عبيد : أنها تقرأ ( من تحتها ) بكسر الميم والتاء التي بعد الحاء ، وتقرأ أيضا بفتحهما ، فمن قرأ بالكسر ، فتأويلها : أن جبريل ناداها ، ومن قرأها بالفتح فتأويلها : عيسى هو الذي ناداها{[703]} .

{ ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا } السري : الجدول وهو النهر الصغير .


[702]:انظر تفسير الطبري (1/326) ط دار الكتب العلمية.
[703]:قال أبو منصور: قرأ حمزة وحفص (نسا) بفتح النون، وقرأ الباقون (نسيا) بكسر النون. فمن قرأ (نسيا) بكسر النون فإن النسي في كلام العرب: الشيء الذي يلقى ولا يأبه له كالحيضة الملقاة، والخرق البالية، والرمم التي لا قيمة لها. ومن قرأ 'نسيا) فإنه كان في الأصل نسيا مخفف فقيل: نسي: معناه: المنسى، كما يقال للهدى هدى، وجاز تكرار لفظين مختلفين بمعنى واحد للتأكيد، والنسي أكثر في الكلام من النسى (معاني القراءات للأزهري ص 283).