قوله تعالى ذكره : { فناداها من تحتها ألا تحزني }[ 23 ] إلى قوله : { فلن أكلم اليوم إنسيا }[ 25 ] .
من قرأ{[44106]} ( من تَحْتَهَا ) بالفتح ( أراد فناداها عيسى ) . كذلك تأوله أبي بن كعب والبراء بن عازب{[44107]} والنخعي{[44108]} ، وبذلك قرؤوا . ومن قرأ بكسر{[44109]} الميم والتاء ، أراد فناداها جبريل . كذلك قال ابن عباس والضحاك{[44110]} .
وقال مجاهد : هو عيسى عليه السلام{[44111]} .
قال الضحاك : كان جبريل صلى الله عليه وسلم أسفل منها ، فناداها من ذلك الموضع ( ألا تحزني ) .
وقال أبو عبيد{[44112]} : من كسر الميم والتاء ، يجوز في قراءته أن يكون لجبريل ولعيسى عليهما السلام . ومن فتحهما ، هو لعيسى خاصة ، والاختيار عند أهل النظر في الكسر أن يكون لعيسى مثل الفتح ، أي : فناداها عيسى من تحتها{[44113]} .
وقرئ بذلك{[44114]} لتقدم ذكر عيسى ولم يتقدم ذكر جبريل إلا فيما بعد ، عند قوله : { فأرسلنا إليها روحنا } فالحمل على الأقرب أولى من الأبعد .
قال ابن زيد : قال لها عيسى : لا تحزني{[44115]} ، قالت{[44116]} : وكيف لا أحزن وأنت معي لا ذات زوج ، فأقول من زوج ، ولا مملوكة فأقول من سيدي ، أي شيء عذري عند الناس ؟ يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا . قال لها عيسى : أنا أكفيك الكلام{[44117]} .
قال البراء{[44118]} : ( السري ) الجدول ، وهو النهر الصغير . وبذا{[44119]} قال ابن عباس وغيره ، وهو بالنبطية{[44120]} .
وقال مجاهد : ( السري ) النهر بالسريانية{[44121]} .
وقال قتادة : السري : عيسى نفسه . وكذا{[44122]} قال ابن زيد{[44123]} . أي : شخصا سريا .
وقال الحسن{[44124]} : كان والله سريا من الرجال ، يعني عيسى . فقيل له{[44125]} : يا أبا سعيد ، إنما هو الجدول النهر . فقال : يرحمك{[44126]} الله ، إنما تلتمس{[44127]} مجالستكم لهذا{[44128]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.