تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{فَأَجَآءَهَا ٱلۡمَخَاضُ إِلَىٰ جِذۡعِ ٱلنَّخۡلَةِ قَالَتۡ يَٰلَيۡتَنِي مِتُّ قَبۡلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسۡيٗا مَّنسِيّٗا} (23)

{ فأجاءها المخاض } قال مجاهد يعني : ألجأها .

قال محمد : وأصل الكلمة من المجيء ، يقال : ( جاءت بي ) الحاجة إليك ، وأجاءتني الحاجة إليك ، قال زهير{[699]} :

وجار سار معتمدا عليكم *** أجاءته المخافة والرجاء

والمخاض : دنو الولادة ، يقال : مخضت المرأة ومخضت .

{ قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا } قال قتادة : تعني شيئا لا يعرف ، ولا يذكر ، قالت هذا مما خشيت من الفضيحة{[700]} .

قال محمد : النسي في كلام العرب أصله الشيء الحقير ، الذي إذا ألقي نسي غفلة عنه{[701]} .


[699]:البيت في ديوانه (1/302 الحماسة).
[700]:رواه الطبري في تفسيره (1/326) (23610).
[701]:قال أبو محمد بن عطية: وقرأ الجمهور بالكسر، وقرأ حمزة بالفتح، واختلف عن عاصم، وكقراءة حمزة قرأ طلحة ويحيى والأعمش، وقرأ محمد بن كعب القرظي بالهمز (نسئا) بكسر النون، وقرأ نوف البكالي (نسأ) بفتح النون، وحكاها أبو الفتح والداني عن محمد بن كعب وقرأ بكر بن حبيب "نسا" بشد السين وفتح النون دون همز. انظر: (المحرر الوجيز 4/10).