فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَنَادَىٰهَا مِن تَحۡتِهَآ أَلَّا تَحۡزَنِي قَدۡ جَعَلَ رَبُّكِ تَحۡتَكِ سَرِيّٗا} (24)

{ فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا } أي جبريل لما سمع قولها ، وكان أسفل منها تحت الأكمة . وقيل : تحت النخلة ، وقيل المنادي هو عيسى ، وقد قرئ بفتح الميم من { من } وكسرها . وقوله : { أَلاَّ تَحْزَنِي } تفسير للنداء ، أي لا تحزني أو المعنى بأن لا تحزني على أنها المصدرية { قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً } قال جمهور المفسرين : السريّ : النهر الصغير ، والمعنى : قد جعل ربك تحت قدمك نهراً . قيل : كان نهراً قد انقطع عنه الماء ، فأرسل الله فيه الماء لمريم ، وأحيا به ذلك الجذع اليابس الذي اعتمدت عليه حتى أورق وأثمر . وقيل : المراد بالسريّ هنا : عيسى ، والسريّ : العظيم من الرجال ؛ ومنه قولهم فلان سريّ ، أي عظيم ، ومن قوم سراة أي عظام .

/خ26