{ فناداها } أي خاطبها لما سمع قولها { من } قرئ بكسر الميم وفتحها وهما سبعيتان { تحتها } الضمير إما لمريم وإما للنخلة والأول أولى لتوافق الضميرين وكانت على أكمة وكان جبريل أسفل منها تحت الأكمة ، قال قتادة : الذي نادها جبريل ، وبه قال ابن عباس : وزاد . ولم يتكلم عيسى حتى أتت به قومها ، وقد اختلفت الروايات عن السلف ، هل هذا المنادي هو جبريل ؟ أو عيسى ؟ فمن قرأ { من } بالفتح فهو عيسى ، ومن قرأ بالكسر فهو جبريل { أن لا تحزني } تفسير للنداء أو المعنى بأن لا تحزني على أنها مصدرية ولا ناهية أو نافية { قد جعل ربك تحتك } { أي قربك { سريا } .
قال جمهور المفسرين : السري النهر الصغير لأن الماء يسري فيه ، والسري . الجدول ، والجمع سريان والسري الرئيس ، والجمع سراة وهو عزيز لا يكاد يوجد له نظير ، لأنه لا يجمع فعيل على فعلة وجمع السراة سروات وسري مفعول ، وجعل بمعنى صير أو خلق .
وقيل : السري من سريات الثوب أي نزعته ، وسررت الحبل عن الفرس ، والأول أولى ، والمعنى قد جعل تحت قدمك نهرا قيل : كان هذا قد انقطع عنه الماء فأرسل الله فيه الماء لمريم وأحيى به ذلك الجذع اليابس الذي اعتمدت عليه حتى أورق وأثمر .
وقيل : معنى تحتك تحت أمرك أي إن أمرته أن يجري جرى ، وإن أمرته بالإمساك أمسك ؛ والأول أولى . عن جماعة من التابعين أن المراد بالسري هنا عيسى ، والسري العظيم من الرجال ، ومنه قولهم فلان سري ، أي عظيم ومن قوم سراة أي عظام .
أخرج الطبراني وابن النجار وابن مردويه ، عن ابن عمر أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن السري الذي في الآية نهر أخرجه الله لها لتشرب منه ، وفي سنده أيوب بن نهيك الجبلي قال فيه أبو حاتم الرازي : ضعيف وقال أبو زرعة : منكر الحديث ، وقال أبو الفتح الأزدي : متروك الحديث ، وقال الطبراني بعد إخراجه إنه غريب جدا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.