تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَكَمۡ أَهۡلَكۡنَا قَبۡلَهُم مِّن قَرۡنٍ هُمۡ أَحۡسَنُ أَثَٰثٗا وَرِءۡيٗا} (74)

قال الله : { وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا } أي : متاعا { ورئيا } أي : منظرا ، في قراءة من قرأها مهموزة ، ومن قرأها بغير همز ( وريا ){[719]} فهو من قبل الرواء ، وإنما عيش الناس بالمطر تنبت زروعهم ، وتعيش ماشيتهم .


[719]:قال أبو حيان: وقرأ الجمهور (ورئيا) بالهمزة من رؤية العين فعل بمعنى مفعول كالطحن والسقى، وقال الزهري وأبو جعفر وشيبة وطلحة في رواية الهمذاني وأيوب وابن سعدان وابن ذكوان وقالون: و(ريا) بتشديد الياء من غير همز، فاحتمل أن يكون مهموز الأصل من الرواء والمنظر، فسهلت همزته بإبدالها بالياء ثم أدغمت الياء في الباء، واحتمل أن يكون من الري ضد العطش.وقرأ أبو بكر في رواية الأعمش عن عاصم وحميد (ورئيا) بياء ساكنة بعدها همزة وهو على القلب ووزنه فلعا، وكأنه من راء وقرأ برياء بياء بعدها ألف بعدها همزة، حكاها اليزيدي وأصله ورئاء من المراءاة أي يريد بعضهم بعضا حسنة، وقرأ ابن عباس فيما روى عن طلحة (وريا) من غير همز ولا تشديد، فتجاسر بعض الناس وقال: هي لحن وليس كذلك، بل لها توجيه بأن تكون من الرواء وقرأ ابن عباس أيضا وابن جبير ويزيد البربري والأعسم المكي وزيا بالزاي مشددة الياء وهي البزة الحسنة، والآلات المجتمعة المستحسنة (البحر المحيط 7/291).