فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَكَمۡ أَهۡلَكۡنَا قَبۡلَهُم مِّن قَرۡنٍ هُمۡ أَحۡسَنُ أَثَٰثٗا وَرِءۡيٗا} (74)

{ وكم } أي كثيرا { أهلكنا قبلهم من قرن } هي الجماعة والأمة الماضية وهو مفرد لفظا متعدد معنى { هم أحسن أثاثا } هو المال أجمع الإبل والغنم والبقر والعبيد والمتاع .

وقيل هو متاع البيت خاصة ، وقيل هو الجديد من الفرش ، وقيل اللباس خاصة { رئيا بمعنى المرئي ، وهو كالذبح والطحن بمعنى المذبوح والمطحون قرئ بالهمزة ، وقرئ بالياء المشددة من رأيت أي هم أحسن منظرا ، وبه قال جمهور المفسرين : وحسن المنظر يكون من جهة حسن اللباس وحسن الأبدان وتنعمها أو مجموع الأمرين .

ومعنى القراءة الأولى معنى الثانية ، قال الجوهري : من همز جعله من المنظر من رأيت وهو ما رأته العين من حال حسنة وكسوة ظاهرة ، ومن لم يهمز إما أن يكون من تخفيف الهمزة أو يكون من رويت ألوانهم وجلودهم ريا أي امتلأت وحسنت ، وقد ذكر الزجاج معنى هذا ، وقرئ زيا وهو الهيئة والحسن والصورة ، ويجوز أن يكون من زويت أي جمعت والزي محاسن مجموعة .