غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَكَمۡ أَهۡلَكۡنَا قَبۡلَهُم مِّن قَرۡنٍ هُمۡ أَحۡسَنُ أَثَٰثٗا وَرِءۡيٗا} (74)

66

فأجابهم الله تعالى بقول :{ وكم أهلكنا } أي كثيراً من المرات أهلكنا قبلهم أهل عصر و " من " بيان المهلك . ويجوز أن تكون زائدة للتأكيد و " كم " استفهامية لتقرير التكثير ، أو خبرية عند من يجوّز زيادتها في الموجب . و{ هم أحسن } في محل النصب صفة ل " كم " أو الجر صفة { قرن } والأثاث متاع البيت وقد مر في النحل في قوله :

{ أثاثاً ومتاعاً إلى حين } [ الآية : 80 ] قال الجوهري : من همز { رئياً } جعله من رأيت وهو ما رأته العين من حال حسنة وكسوة ظاهرة ، ومن لم يهمزه فإما أن يكون على تخفيف الهمزة أي قلب الهمزة ياء وأدغم ، أو يكون من " رويت ألوانهم وجلودهم رياً " أي امتلأت وحسنت . وقال جار الله : الري هو المنظر والهيئة " فعل " بمعنى " مفعول " . وقرىء بهمز قبله ياء على القلب كقولهم " راء " في " رأي " . وقرىء بالزاي المنقوطة واشتقاقه من الزي بالفتح وهو الجمع لأن الزي محاسن مجموعة . وفي الآية حذف التقدير أحسن من هؤلاء ، والحاصل أنه تعالى أهلك من كان أكثر مالاً وجمالاً منهم وذلك دليل على إفساد إحدى مقدمتيهم وهي أن كل من وجد الدنيا كان حبيب الله ، أو على فساد المقدمة الأخرى وهي أن كل من كان حبيباً لله فإنه لا يوصل إليه غماً .

/خ98