{ ولقد فتنا سليمان } أي : ابتلينا { وألقينا على كرسيه جسدا } يعني : الشيطان الذي خلفه في ملكه ؛ تلك الأربعين ليلة ، قال بعضهم : كان اسمه صخرا . قال سليمان عليه السلام- قال للشيطان الذي خلفه- : كيف تفتنون الناس ؟ قال : أرني خاتمك أخبرك فلما أعطاه إياه شده في البحر ، فساح سليمان ، قال الكلبي : كانت له امرأة من أكرم نسائه عليه وأحبهن إليه فقالت : إن بين أبي وبين رجل خصومة فزينت حجة أبيها فلما جاءا يختصمان إليه جعل يحب أن تكون الحجة لختنه ، فابتلاه الله بما كان من أمر الشيطان الذي خلفه وأذهب ملك سليمان ، وذلك أنه كان إذا أراد أن يدخل الخلاء دفع الخاتم إلى امرأة من نسائه كان يثق بها فدفعه إليها يوما ثم دخل الخلاء ، فجاءها ذلك الشيطان في صورته فأخذ الخاتم منها ، فلما خرج سليمان طلب الخاتم منها فقالت : قد أعطيتكه ، وذهب الخبيث وجلس على كرسي سليمان وألقي عليه شبه سليمان وبهجته وهيئته ، فخرج سليمان فإذا هو بالشيطان على كرسيه ، فذهب في الأرض وذهب ملكه .
قال يحيى : في تفسير الحسن : إن الشيطان قعد على كرسي سليمان -وهو سرير ملكه- لا يأكل ولا يشرب ولا يأمر ولا ينهى وأذهب الله ذلك من أذهان الناس ؛ فلا يرون إلا أن سليمان في مكانه يصلي بهم ويقضي بينهم .
قال يحيى : وفي تفسير مجاهد : أن الشيطان منع نساء سليمان أن يقربهن .
قال الكلبي : فلما انقضت أيام الشيطان ونزلت الرحمة من الله لسليمان عمد الشيطان إلى الخاتم ؛ فألقاه في البحر فأخذه حوت ، وكان سليمان يؤاجر نفسه من أصحاب السفن ينقل السمك من السفن إلى البر على سمكتين كل يوم فأخذ في أجره يوما سمكتين فباع إحداهما برغيفين ، وأما الأخرى فشق بطنها وجعل يغسلها ؛ فإذا هو بالخاتم فأخذه فعرفه الناس ، واستبشروا به وأخبرهم أنه إنما فعله به الشيطان ، فاستغفر سليمان ربه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.