تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَٱذۡكُرۡ عَبۡدَنَآ أَيُّوبَ إِذۡ نَادَىٰ رَبَّهُۥٓ أَنِّي مَسَّنِيَ ٱلشَّيۡطَٰنُ بِنُصۡبٖ وَعَذَابٍ} (41)

{ واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه . . . } الآية ، قال الحسن : إن إبليس قال : يا رب هل من عبيدك عبد إن سلطتني عليه امتنع مني ؟ قال : نعم ؛ عبدي أيوب . فسلطه الله عليه ؛ ليجهد جهده ويضله ، فجعل يأتيه بوساوسه وحبائله وهو يراه عيانا ، فلا يقدر منه على شيء ، فلما امتنع منه قال الشيطان : أي رب ، إنه قد امتنع مني ، فسلطني على ماله ! فسلطه الله على ماله فجعل يهلك ماله صنفا صنفا ، فجعل يأتيه وهو يراه عيانا فيقول : يا أيوب ، هلك مالك في كذا وكذا ! فيقول : الحمد لله اللهم أنت أعطيتنيه وأنت أخذته مني ، إن تبق لي نفسي أحمدك على بلائك . ففعل ذلك حتى أهلك ما له كله ، فقال إبليس : يا رب ، إن أيوب لا يبالي بماله فسلطني على جسده ! فسلطه الله عليه ، فمكث سبع سنين وأشهرا حتى وقعت الأكلة في جسده .

قال يحيى : وبلغني أن الدودة كانت تقع من جسده فيردها مكانها ، ويقول : كلي مما رزقك الله .

قال الحسن : فدعا ربه { أني مسني الشيطان بنصب وعذاب } يعني : في جسده وقال في الآية الأخرى : { أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين }[ الأنبياء :83 ] . قال محمد : النُّصب والنَّصب واحد مثل حُزن وحَزن ، وهو العياء والتعب .