جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَلَقَدۡ فَتَنَّا سُلَيۡمَٰنَ وَأَلۡقَيۡنَا عَلَىٰ كُرۡسِيِّهِۦ جَسَدٗا ثُمَّ أَنَابَ} (34)

{ ولقد فتنّا } : ابتلينا { سليمان } بأن سلبنا الملك منه أربعين يوما ، وقيل أكثر { وألقينا على كرسيه } : وسلطنا على ملكه { جسدا } شيطانا { ثم أناب } رجع إلى ملكه أو تاب ، ثم اعلم أنه لم يصح حديث في تفصيل القصة ، وما نقل عن السلف فالظاهر أنه من الإسرائيليات التي لا نصدقها ، ولا نكذبها ، والمنقول عن مجاهد وغير واحد من أئمة السلف أن ذلك الجني لم يتسلط على نسائه ، بل عصمهن منه تشريفا له - عليه الصلاة والسلام- ، وأما سبب ابتلائه ، فقيل : لأنه أحب امرأة مات أبوها ، وهي تجزع أشد جزع ، فأمر سليمان عليه السلام الشياطين ، فصوروا لها تمثال أبيها تسكينا لها ، فهي مع ذلك التمثال كعابدة صنم ، فعوتب سليمان على ذلك ، وسلط الله تعالى شيطانا سرق منه خاتمه الذي فيه ملكه وسلطانه ، وجلس مقامه يخيل أنه سليمان حتى مضى أيام ابتلائه . ، وقيل فيه غير ذلك ، والله تعالى أعلم