تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَمَن لَّا يُجِبۡ دَاعِيَ ٱللَّهِ فَلَيۡسَ بِمُعۡجِزٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَيۡسَ لَهُۥ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءُۚ أُوْلَـٰٓئِكَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ} (32)

{ ومن لا يجب داعي الله } يعني : النبي ؛ أي : لا يؤمن { فليس بمعجز في الأرض } فليس بالذي يسبق الله حتى لا يبعث .

يحيى : عن الصلت بن دينار ، عن حبيب بن أبي فضالة ، عن عون بن عبد الله بن عتبة ، عن عبد الله بن مسعود قال : " خرجنا حاجين- أو معتمرين- حتى إذا كنا بالطريق هاجت ريح ، فارتفعت عجاجة من الأرض ، حتى إذا كانت على رءوسنا تكشفت عن جان بيضاء- يعني : حية- فنزلنا ، وتخلف صفوان بن المعطل فأبصرها ، فصب عليها من مطهرته ، وأخرج خرقة من عيبته فكفنها فيها ، ثم دفنها ثم اتبعنا ، فإذا بنسوة قد جئن عند العشاء فسلمن ، فقلن : أيكم دفن عمرو بن جابر ؟ قلنا والله ما نعرف عمرو بن جابر ! فقال صفوان : أبصرت جانا بيضاء فدفنتها . قلت : فإن ذلك عمرو بن جابر بقية من استمع إلى رسول الله قراءة القرآن من الجن ، التقى زحفان من الجن : زحف من المسلمين ، وزحف من الكفار ، فاستشهد رحمه الله{[1259]} .


[1259]:رواه عبد الله بن أحمد في زوائد مسند أبيه(5/321)، وابن أبي عاصم في "الآحاد" (1407)، والطبرني في "الكبير" (7345)، والحاكم في "المستدرك" (519/3) عن ابن مسعود نحوه مختصرا وتاما. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/2): رواه عبد الله بن أحمد والطبراني، وفيه عمرو بن نبهان وهو متروك.