بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَمَن لَّا يُجِبۡ دَاعِيَ ٱللَّهِ فَلَيۡسَ بِمُعۡجِزٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَيۡسَ لَهُۥ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءُۚ أُوْلَـٰٓئِكَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ} (32)

{ وَمَن لاَّ يُجِبْ دَاعِيَ الله } يعني : من لم يجب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بما يدعو إليه من الإيمان { فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ في الأرض } يعني : لا يستطيع أن يهرب في الأرض ، من عذاب الله تعالى . ويقال : معناه فلن يجد الله عاجزاً عن طلبه { وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء } يعني : ليس له أنصار يمنعونه ، مما نزل به من العذاب { أُوْلَئِكَ في ضلال } يعني : في خطأ { مُبِينٌ } وذكر في الخبر ، أنهم لما أنذرهم وخوفهم ، جاء جماعة منهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم بمكة ، فلقيهم بالبطحاء فقرأ عليهم القرآن ، فأمرهم ونهاهم ، وكان معه عبد الله بن مسعود ، وَخَطَّ لَهُ النبي صلى الله عليه وسلم خطاً ، وقال له :

«لاَ تَخْرُجْ مِنْ هَذَا الخَطِّ ، فَإِنَّكَ إنْ خَرَجْتَ لَنْ تَرَانِي إلَى يَوْمِ القِيَامَة ، فلما رجع إليه قال : يا نبي الله سمعت هَدَّتين أي : صوتين فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أمَّا إِحْدَاهُمَا : فَإنِّي سَلَّمْتُ عَليْهِمْ فَرَدُّوا عَلَيَّ السَّلاَم ، وأمّا الثَّانِيَة : فَإِنَّهُمْ سَأَلُوا الرِّزْقَ فَأَعْطَيْتُهُمْ عَظْماً رِزْقاً لهم ، وَأَعْطَيْتَهُم رَوْثاً رِزْقاً لِدَوَابِّهِمْ » .