تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَمَا كَانَ ٱسۡتِغۡفَارُ إِبۡرَٰهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوۡعِدَةٖ وَعَدَهَآ إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُۥٓ أَنَّهُۥ عَدُوّٞ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنۡهُۚ إِنَّ إِبۡرَٰهِيمَ لَأَوَّـٰهٌ حَلِيمٞ} (114)

{ وما كان استغفار إبراهيم لأبيه . . . } الآية .

قال قتادة : ذكر لنا " أن رجلا قال لنبي الله صلى الله عليه وسلم " : إن من آبائنا من كان يحسن الجوار ، ويصل الأرحام ، ويفك العاني ، ويفي بالذمم ؛ أفلا تستغفر لهم ؟ قال : بلى ، فوالله إني لأستغفر لوالدي ؟ كما استغفر إبراهيم لأبيه . فأنزل الله –سبحانه- : { وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه }{[442]} .

{ فلما تبين له أنه عدو لله } أي : مات على شركه { تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم } قال ابن عباس : الأواه : الموقن{[443]} . وقال ابن مسعود : هو الدعاء{[444]} . قال محمد : وذكر أبو عبيد أن هذا التفسير أقرب في المعنى ؛ لأنه من التأوه ، وهو من الصوت ، منه قول الشاعر :

فأوه بذكراها إذا ما ذكرتها *** ومن بعد أرض دونها وسماء{[445]}

قال محمد : يقال : ( أوه ) بتسكين الواو وكسر الهاء ، و ( أوه ) مشددة ، يقال : آه الرجل يئوه إذا قال : أوه من أمر يشق عليه ، ويقال : تأوه الرجل ، والمتأوه : المتلهف .


[442]:أخرجه الطبري في تفسيره (6/489) ح (17347).
[443]:أخرجه الطبري في تفسيره (6/496)ح (17404).
[444]:أخرجه الطبري في تفسيره (6/494) ح (17375).
[445]:ذكره ابن منظور في لسان العرب (1/178) ونسبه للفراء.