ثم اعتذر عن استغفار إبراهيم لأبيه بأنه صدر عن موعدة وعدها إياه ، وذلك أن أباه كان وعد إبراهيم أن يؤمن فكان يستغفر له بناء على ذلك الوعد . { فلما تبين } لإبراهيم { أنه عدو لله } إما بإصراره على الكفر أو بموته على ذلك أو بطريق الوحي { تبرأ منه } وترك الاستغفار . ويجوز أن يكون الواعد إبراهيم عليه السلام ويوافقه قراءة الحسن { وعدها أباه } بالباء الموحدة وذلك في قوله : { لأستغفرن لك } [ الممتحنة : 4 ] وعده أن يستغفر له رجاء إسلامه . وقيل : المراد من استغفار إبراهيم لأبيه دعاؤه له إلى الإسلام الموجب للغفران ، وكان يتضرع إلى الله تعالى أن يرزقه الإيمان . وقيل : المقصود النهي عن صلاة الجنازة فكان قوله : { ولا تصل على أحد منهم } [ التوبة : 84 ] في حق المنافقين خاصة وهذه في حق الكافرين عامة . ثم ختم الآية بقوله : { إن إبراهيم لأوّاه حليم } قال أهل اللغة : أوّاه «فعال » مأخوذ من حروف «أوه » كلمة يقولها المتوجع ، وذلك أن الروح القلبي يختنق عند الحزن في داخل القلب ويشتد حرارته فإذا تكلم صاحبه بها خرج ذلك النفس المختنق فخفف بعض ما به ، وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «الأوّاه الخاشع المتضرع » والحلم ضد السفه ، وصفه تعالى بشدّة الرأفة والشفقة والخوف والوجل فبين أن إبراهيم مع هذه العادة تبرأ من أبيه حين انقطع رجاؤه منه فأنتم بهذا المعنى أولى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.