جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَمَا كَانَ ٱسۡتِغۡفَارُ إِبۡرَٰهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوۡعِدَةٖ وَعَدَهَآ إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُۥٓ أَنَّهُۥ عَدُوّٞ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنۡهُۚ إِنَّ إِبۡرَٰهِيمَ لَأَوَّـٰهٌ حَلِيمٞ} (114)

{ وما كان استغفار إبراهيم لأبيه عن موعدة وعدها } إبراهيم ، { إياه } بقوله : لأستغفره لك ، أي : أطلب المغفرة من الله ، أو وعدها أبوه إياه أي : إبراهيم وهي عدته بالإيمان والأول{[2092]} أصح عن علي رضي الله عنه أني سمعت رجلا يستغفر لأبويه المشركين فنهيته ، فقال : ألم يستغفر إبراهيم عليه السلام لأبيه فذكرت ذلك للنبي- صلى الله عليه وسلم – فنزل " ما كان للنبي " إلى قوله : " إن إبراهيم لأواه حليم " {[2093]} ولما استأذن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - في الاستغفار لأمه فلم يأذن رحم عليها وبكى فجاء جبريل عليه السلام لقوله : " وما كان استغفار إبراهيم " الآية وقال : تبرأ أنت من أمك كما تبرأ إبراهيم من أبيه ، { فلما تبين له } بالوحي أو بموته على الكفر ، { أنه عدو لله تبرأ منه } ما دعا له بعد ، { إن إبراهيم لأواه } متضرع كثير الدعاء أو الرحيم{[2094]} أو الموقن{[2095]} بلسان الحبشة أو المؤمن{[2096]} التواب أيضا بلسانهم أو المسبح أو كثير{[2097]} الذكر والتسبيح أو فقيه{[2098]} أو يتأوه{[2099]} من الذنوب كثيرا نقل أنه عليه السلام يتنفس تنفس الصعداء كثيرا ويقول آه من النار قبل أن كثيرا لا ينفع آه ، { حليم } صبور على الأذى صفوح .


[2092]:لقوله تعالى: {قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم} الممتحنة الآية.
[2093]:حسن، انظر صحيح سنن الترمذي (2477).
[2094]:قول الحسن وقتادة.
[2095]:قول مجاهد.
[2096]:قول ابن عباس.
[2097]:قول عتبة بن عامر.
[2098]:قول النخعي.
[2099]:قول كعب الأحبار.