تفسير الأعقم - الأعقم  
{وَٱصۡنَعِ ٱلۡفُلۡكَ بِأَعۡيُنِنَا وَوَحۡيِنَا وَلَا تُخَٰطِبۡنِي فِي ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ إِنَّهُم مُّغۡرَقُونَ} (37)

{ واصنع الفلك بأعيننا } أي بعلمنا ، وقيل : بحفظنا ، وروي أن نوحاً ( عليه السلام ) اتخذ السفينة في سنتين وكان طولها ثلاثمائة ذراع وعرضها خمسين ذراعاً ، وطولها في السماء ثلاثون ذراعاً ، وكانت من خشب الساج ، وجعل لها ثلاثة بطون فحمل في الأسفل الوحوش والسباع والهوام ، وفي البطن الأوسط الدواب والأنعام ، وركب هو ومن معه في البطن الأعلى مع ما يحتاج إليه من الزاد ، وحمل معه جسد آدم وجعله مفترضاً بين الرجال والنساء ، وعن الحسن : كان طولها ألفا ومئتي ذراع وعرضها ستمئة ذراع ، وروي أن الحواريين قالوا لعيسى ( عليه السلام ) : لو بعثت لنا رجلاً شهد السفينة يحدثنا عنها ، فانطلق بهم حتى انتهى إلى كثيب من تراب فأخذ كفاً من ذلك التراب فقال : أتدرون من هذا ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : هذا كعب بن حام ، فضرب الكثيب بعصاه وقال : قم بإذن الله ، فإذا هو قائم ينفض التراب عن رأسه وقد شاب فقال له عيسى : أهكذا هلكت ؟ قال : لا متُّ وأنا شاب ولكني ظننت أنها الساعة فمن ثم شبت ، قال : حدثنا عن سفينة نوح ، قال : كان طولها ألف وعرضها ستمئة ذراع وكانت ثلاث طبقات فقال له : عد بإذن الله كما كنت ، فعاد تراباً روى ذلك جار الله ( رضي الله عنه )