تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَٱصۡنَعِ ٱلۡفُلۡكَ بِأَعۡيُنِنَا وَوَحۡيِنَا وَلَا تُخَٰطِبۡنِي فِي ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ إِنَّهُم مُّغۡرَقُونَ} (37)

وقوله تعالى : ( واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ) قال بعض أهل التأويل : ( بأعيينا ) بأمرنا ( ووحينا ) وقال بعضهم : بمنظرنا ومرأى منا .

ولكنه[ في الأصل وم : ولكن ] عندنا يحتمل وجهين :

أحدهما : قوله ( بأعيننا ) أي بحفظنا ورعايتنا ؛ يقال : عين الله عليك ، أي حفظه عليك . ثم لا يفهم من قوله : ( بأعيننا ) [ العين نفسها على ما يفهم ][ في الأصل وم : نفس العين على ما لا يفهم ] من قوله : ( بما قدمت أيديكم )[ آل عمران : 182والأنفال : 51 ] ولكن ذكر الأيدي لما في الشاهد أن ما يقدم باليد ، ويكتب باليد . فعلى ذلك ذكر العين ، لما بالعين يحفظ في الشاهد .

والثاني : قوله : ( بأعيننا ) أي بإعلامنا أيدك لأنه لولا تعليم الله إياه اتخاذ السفينة ونجرها لم يكن ليعرف أن كيف يتخذ ؟ وكيف ينجز ، إنما عرف ذلك بتعليم الله إياه ، الله أعلم .

وقوله تعالى : ( ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون ) هذا يحتمل وجهين :

[ أحدهما ][ ساقطة من الأصل وم ] : يحتمل أي لا تشفع إلي في نجاة ( الذين ظلموا إنهم مغرقون ) في حكم الله .

والثاني : لا تخاطبني في هداية الذين هم في حكم الله أنهم يموتون ظلمة ؛ أي لا تسألني إيمان من في علم الله أنه لا يؤمن .

وفي نهي [ عن ][ ساقطة من الأصل وم ] السؤال عما في علم الله أنه لا يكون لأنه /240-أ/ إذا أخبر أنه لا يكون ، أو لا يفعل ، فإذا سأله كان يسأله أن يكذب خبر أنه لا يكون .

وفيه أن من أراد الله إيمانه[ في الأصل وم : إيمان أحد ] آمن ، ومن لم يرد إيمانه لا يؤمن .