تفسير الأعقم - الأعقم  
{إِنَّمَا جُعِلَ ٱلسَّبۡتُ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِۚ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحۡكُمُ بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ} (124)

{ إنما جعل السبت } ، يعني : إنما جعل وبال السبت وهو المسخ ، { على الذين اختلفوا فيه } ؛ لأنهم أحلّوا الصيد فيه تارة وحرموه تارة ، وكان الواجب عليهم أن يتفقوا في تحريمه على كلمة واحدة ، روي أن داوود ( عليه السلام ) أمرهم أن يجعلوا في الأسبوع يوماً للعبادة وأن يكون يوم الجمعة ، فأبوا عليه وقالوا : نريد اليوم الذي فرغ فيه من خلق السماوات والأرض وهو السبت ، إلاَّ شرذمة منهم فرضوا بالجمعة ، فهذا اختلافهم في السبت ؛ لأن بعضهم اختاره وبعضهم اختاروا عليه الجمعة ، فأذن الله لهم بالسبت فابتلاهم بتحريم الصيد فيه ، فأطاع أمر الله الراضون بالجمعة فكانوا لا يصيدون ، وأعقابهم لم يصبروا عن الصيد فمسخهم الله دون أولئك ، { وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة } ، فيجازي كل واحد من الفريقين بما يستوجبه ، ومعنى جعل السبت : فرض الله تعظيمه وترك الاصطياد فيه ، وقيل : اختلفت اليهود في السبت وحرم فيه الصيد بعضهم .