تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{إِنَّمَا جُعِلَ ٱلسَّبۡتُ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِۚ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحۡكُمُ بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ} (124)

{ إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه } ، يوم السبت ، وذلك أن موسى ، عليه السلام ، أمر بني إسرائيل أن يتفرغوا كل سبعة أيام للعبادة ، يعني : يوم الجمعة ، وأن يتركوا فيه عمل دنياهم ، فقالوا لموسى ، عليه السلام : نتفرغ يوم السبت ، فإن الله تعالى لم يخلق يوم السبت شيئا ، فاجعل لنا السبت عيدا نتعبد فيه ، فقال موسى ، عليه السلام : إنما أمرت بيوم الجمعة ، فقال أحبارهم : انظروا إلى ما يأمركم به نبيكم ، فانتهوا إليه وخذوا به ، فأبوا إلا يوم السبت ، فلما رأى موسى ، عليه السلام ، حرصهم على يوم السبت ، واجتماعهم عليه أمرهم به ، فاستحلوا فيه المعاصي ، فذلك قوله عز وجل : { إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه } ، يقول : إنما أمر بالسبت على الذين كان اختلافهم فيه حين قال بعضهم : يوم السبت ، وقال بعضهم : اتبعوا أمر نبيكم في الجمعة ، ثم قال سبحانه : { وإن ربك ليحكم } ، يعني : ليقضي { بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه } ، يعني : في يوم السبت ، { يختلفون } [ آية :124 ] .