جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{إِنَّمَا جُعِلَ ٱلسَّبۡتُ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِۚ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحۡكُمُ بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ} (124)

{ إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ } ، فرض عليهم تعظيمه وترك الاصطياد فيه ، { عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ } : اليهود ، فإن موسى عليه السلام أمرهم تعظيم الجمعة{[2793]} فأبوا إلا شرذمة منهم وقالوا : نريد يوما فرغ الله فيه من الخلق وهو السبت ، فأذن الله لهم في السبت وغلظ وشدد الأمر فيه عليهم ، فابتلاهم بتحريم صيده فما أطاعوا إلا الشرذمة التي رضوا بيوم الجمعة ، وعن قتادة : { اختلفوا فيه } ، أي : استحله بعضهم وحرمه بعضهم ، وقيل : أي : إنما جعل وبال السبت ، أي : المسخ على الذين حرموه تارة وحللوه أخرى وهو الاختلاف ، { وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } ، فيجازي كل فريق بما يستحقه .


[2793]:ذكره مجاهد وفي صحيح البخاري ومسلم ما يدل على ذلك /12 منه. [أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أنه سمع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول "نحن الآخرون السابقون يوم القيامة، بيد أنهم أتوا الكتاب من قبلنا ثم هذا يومهم الذي فرض عليهم فاختلفوا فيه، فهدانا الله، فالناس فيه تبع اليهود غدا، والنصارى بعد غد"].