الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{إِنَّمَا جُعِلَ ٱلسَّبۡتُ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِۚ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحۡكُمُ بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ} (124)

أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : { إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه } ، قال : أراد الجمعة فأخذوا السبت مكانه .

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله : { إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه } ، قال : إن الله فرض على اليهود الجمعة فأبوا وقالوا : يا موسى ، إنه لم يخلق يوم السبت شيئاً فاجعل لنا السبت ، فلما جعل عليهم السبت استحلوا فيه ما حرم عليهم .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق السدي ، عن أبي مالك وسعيد بن جبير في قوله : { إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه } ، قال : باستحلالهم إياه ، رأى موسى عليه السلام رجلاً يحمل حطباً يوم السبت فضرب عنقه .

وأخرج الشافعي في الأم والبخاري ومسلم ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «نحن الآخرون السابقون يوم القيامة ، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم ، ثم هذا يومهم الذي فرض عليهم يوم الجمعة فاختلفوا فيه فهدانا الله له ، فالناس لنا فيه تبع ، اليهود غداً والنصارى بعد غد » .

وأخرج أحمد ومسلم عن أبي هريرة وحذيفة قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا ، فكان لليهود يوم السبت ، وكان للنصارى يوم الأحد ، فجاء الله بنا فهدانا ليوم الجمعة والسبت والأحد ، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة ، نحن الآخرون من أهل الدنيا ، والأولون يوم القيامة المقضي لهم قبل الخلائق ، والله أعلم » .