ثم عطف قصة مريم وعيسى على قصة زكريا ويحيى فقال سبحانه : { واذكر } يا محمد { في الكتاب } يعني في كتابك { مريم إذ انتبذت من أهلها } والانتباذ والإِعتزال والإِنفراد واحد يعني تخلَّت للعبادة في مكان مما يلي شرقي بيت المقدس أو من دارها معتزلة من الناس ، وقيل : كانت به ما دامت طاهرة ، فإذا حاضت تحوّلت إلى بيت خالها وهي بيت زكريا ، وإذا طهرت واغتسلت عادت إلى المسجد ، فبينا هي في مغتسلها أتاها الملك في صورة آدمي شاب أمرد وضيء الوجه جعد الشعر سوي الخلق ، وإنما مثل لها في صورة الإِنسان لتأنس بكلامه ولا تنفر عنه ، ولو أتاها في صورة الملائكة لنفرت عنه ولم تقدر على كلامه ، ودلّ على ورعها وعفتها أنها تعوّذت بالله من تلك الصورة الجميلة ، وكان تمثيله على تلك الصورة الجميلة ابتلاء لها ، وقيل : كانت في منزل زوج خالتها زكريا ولها محراب على حدة سكنة ، وكان زكريا إذا خرج أغلق عليها فتمنت أن تجد خلوة في الجبل تعلي رأسها ، فانحفر السقف لها فخرجت فجلست في الشرفة وراء الجبل فأتاها الملك ، قيل : قام بين يديها ، وقيل : أن النصارى اتخذت المشرق قبلة لانتباذ مريم { مكاناً شرقياً }
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.