السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَٱذۡكُرۡ فِي ٱلۡكِتَٰبِ مَرۡيَمَ إِذِ ٱنتَبَذَتۡ مِنۡ أَهۡلِهَا مَكَانٗا شَرۡقِيّٗا} (16)

{ واذكر } بلفظ الأمر { في الكتاب } أي : القرآن { مريم } أي : قصتها وهي ابنة عمران خالة يحيى كما في الصحيح من حديث أنس بن مالك بن صعصعة الأنصاري في حديث الإسراء «فلما خلصت فإذا بيحيى وعيسى وهما ابنا خالة » ثم أبدل من مريم بدل اشتمال فقال : { إذ } أي : اذكر ما اتفق لها حين { انتبذت } أي : كلفت نفسها أن اعتزلت وانفردت { من أهلها } حالة { مكاناً شرقياً } أي : شرقي بيت المقدس . وقال الرازي : شرقي دارها ، وعن ابن عباس إني لأعلم خلق اللّه تعالى لأي شيء اتخذت النصارى الشرق قبلة لقوله تعالى : { مكاناً شرقياً } فاتخذت ميلاد عيسى قبلة ، واقتصر الجلال المحلي على الشرق من الدار وتردّد البيضاوي بينهما فقال : شرقيّ بيت المقدس أو شرقي دارها انتهى ، ويحتمل أن يكون شرقي بيت المقدس هو شرقي دارها فلا مخالفة .