الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَٱذۡكُرۡ فِي ٱلۡكِتَٰبِ مَرۡيَمَ إِذِ ٱنتَبَذَتۡ مِنۡ أَهۡلِهَا مَكَانٗا شَرۡقِيّٗا} (16)

قوله تعالى ذكره : { واذكر في الكتاب مريم }[ 15 ] إلى قوله : { ولم أك بغيا }[ 19 ] .

والمعنى : واذكر يا محمد في الكتاب الذي أنزل إليك{[43969]} مريم حين اعتزلت من أهلها ، وانفردت في مكان شرقي ، أي{[43970]} في شرقي المحراب .

وقال السدي : ( خرجت مريم إلى جانب المحراب{[43971]} لحيض أصابها ){[43972]} .

وقال قتادة : ( شرقيا ) قبل المشرق شاسعا{[43973]} .

وقيل : إنما صارت بمكان يلي المشرق ، لأن ما يلي المشرق عندهم كان خيرا مما يلي المغرب/ .

وقال ابن عباس : أظلها الله بالشمس ، وجعل لها منها حجابا ){[43974]} . وهو قوله : { فاتخذت من دونهم حجابا }


[43969]:(ز): عليك.
[43970]:(ز): أو.
[43971]:(وقال السدي ... إلى ... المحراب) سقط من (ز).
[43972]:انظر: جامع البيان 16/59 وتفسير الثعالبي 3/5 وتفسير القرطبي 11/90 وتفسير ابن كثير 3/114 والبحر المحيط 6/177.
[43973]:انظر: جامع البيان 16/59 والدر المنثور 4/264.
[43974]:انظر: جامع البيان 16/60 وزاد المسير 5/216 والدر المنثور 4/264.