تفسير الأعقم - الأعقم  
{قَالُواْ حَرِّقُوهُ وَٱنصُرُوٓاْ ءَالِهَتَكُمۡ إِن كُنتُمۡ فَٰعِلِينَ} (68)

{ قالوا حرّقوه وانصروه آلهتكم إن كنتم فاعلين } قيل : إن كنتم تفعلون الانتصار منه لآلهتكم فليس الإِحراق ، قال جار الله : اجمعوا رأيهم لما غلبوا بإهلاكه ، وهكذا المبطل إذا نزعت شبهته بالحجة وافتضح لم يكن أحداً أبغض إليه من المحق ، ولم يبق له مفزع إلا المناصبة كما فعلت قريش برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حين عجزوا عن المعارضة ، والذي أشار بتحريقه رجلٌ من أكراد فارس فخسف الله به الأرض ، وقيل : الذي أشار بتحريقه نمرود ، وروي أنهم حين همّوا بإحراقه حبسوه ثم بنوا بيتاً كالحصيرة بكوثى ، وجمعوا شهراً أصناف الخشب الصلاب حتى كانت المرأة لتمرض فتقول : لئن عافاني الله لأجمعن حطباً لإِبراهيم ، ثم أشعلوا ناراً عظيمة كانت الطير تحرق في الجوّ من وهجها