فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قَالُواْ حَرِّقُوهُ وَٱنصُرُوٓاْ ءَالِهَتَكُمۡ إِن كُنتُمۡ فَٰعِلِينَ} (68)

{ قَالُوا حَرّقُوهُ } أي قال بعضهم لبعض لما أعيتهم الحيلة في دفع إبراهيم ، وعجزوا عن مجادلته ، وضاقت عليهم مسالك المناظرة ، حرّقوا إبراهيم . انصرافاً منهم إلى طريق الظلم والغشم ، وميلاً منهم إلى إظهار الغلبة بأي وجه كان ، وعلى أيّ أمر اتفق ، ولهذا قالوا : { وانصروا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فاعلين } أي انصروها بالانتقام من هذا الذي فعل بها ما فعل إن كنتم فاعلين للنصر . وقيل : هذا القائل هو نمروذ ؛ وقيل : رجل من الأكراد .

/خ70