تفسير الأعقم - الأعقم  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡخَمۡرُ وَٱلۡمَيۡسِرُ وَٱلۡأَنصَابُ وَٱلۡأَزۡلَٰمُ رِجۡسٞ مِّنۡ عَمَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِ فَٱجۡتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ} (90)

قوله تعالى : { يأيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر } قيل : لما نزل قوله تعالى : { لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى } [ النساء : 43 ] قال عمر : اللهم بين لنا في الخمر بياناً شافياً فنزل قوله تعالى : { إنما الخمر والميسر } الآية ، والخمر أصله الستر يقال : خمرت الإناء إذا غطيته ومنه سمي الخمار لأنه يغطي الرأس ، والميسر القمار ، وكانوا يصيبون في القمار الأموال العظيمة من غير كدّ ولا نصب { والأنصاب } حجارة ينصبونها للعبادة { والأزلام } السهام { رجس من عمل الشيطان } الآية ، قال جار الله : أكد تحريم الخمر والميسر وجوهاً من التأكيد منها : أنه جعله رجساً كما قال : { فاجتنبوا الرجس من الأوثان } [ الحج : 30 ] ومنها : أنه جعلها من عمل الشيطان وهو لا يأتي إلا بالشر ، ومنها : أنه جعله الاجتناب من الفلاح ، ومنها : أنه ذكر ما نسخ منها من الوبال وهو وقوع التعادي والتباغض بين أصحاب الخمر والقمار ، وما يؤديان إليه من الصدّ عن ذكر الله تعالى ، وعن مراعاة أوقات الصلاة