قال الزجاجُ : الدَّابَّةُ : اسمٌ لكلِّ حيوان ، مأخوذ من الدَّبيبِ ، وبُنيتْ هذه اللفظة على هاء التأنيث ، هذا موضوعها اللُّغوي ، و " مِنْ " صلة ، { إِلاَّ عَلَى الله رِزْقُهَا } هو المتكفِّلُ بذلك فضلاً ، وهو إلى مشيئته إن شاء رزق وإن شاء لم يرزق . وقيل : " على " بمعنى " من " أي : من الله رزقها .
قال مجاهدٌ : ما جاءها من رزق فمن الله ، ورُبَّما لم يرزقها حتَّى تمُوت جُوعاً{[18682]} . { وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا } قال ابنُ مقسم : ويروى عن ابن عبَّاس - رضي الله عنه - " مُسْتقرَّهَا " المكانُ الذي تأوي إليه ، وتستقرُّ فيه ليلاً ونهاراً " ومُسْتوْدعهَا " الموضع الذي تُدْفَنُ فيه إذا ماتت{[18683]} . وقال عبد الله بن مسعودٍ : المستقرُّ : أرحامُ الأمَّهات ، والمستودع : المكان الذي تموت فيه ، وقال عطاء : المستقر أرحام الأمهات ، والمستودع أصلابُ الآباء{[18684]} . ورواه سعيدُ بن جبيرٍ ، وعليُّ بن أبي طلحة ، وعكرمةُ عن ابن عبَّاس . وقيل : المستقر : الجنة أو النار ، والمستودع : القبر ، لقوله تعالى في صفة الجنة ، والنار { حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً }{[18685]} [ الفرقان : 76 ] { سَآءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً } [ الفرقان : 66 ] .
{ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } . قال الزَّجَّاجُ : " معناه : كلُّ ذلك ثابتٌ في علم الله " .
وقيل : كل ذلك مثبت في اللوح المحفوظ قبل أن يخلقها .
قوله : { مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا } يجوزُ أن يكونا مصدرين ، أي : استقرارها واستيداعها ، ويجوزُ أن يكونا مكانين ، أي : مكان استقرارها واستيداعها ، ويجوز أن يكون " مُستوْدعهَا " اسم مفعول لتعدِّي فعله ، ولا يجوز ذلك في " مُسْتَقَر " ؛ لأنَّ فعله لازمٌ ، نظيره في المصدرية قول الشاعر : [ الوافر ]
ألَمْ تعْلَمْ مُسَرَّحِيَ القَوافِي *** . . . {[18686]}
و " كُلُّ " المضافُ إليه محذوفٌ تقديره : كُل دابةٍ ورزقها ومستقرُّها ومستودعُها في كتاب مبين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.