اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} (63)

قوله تعالى : { الذين آمَنُواْ } في محلِّه أوجهٌ :

أحدها : أنَّه مرفوعٌ خبر مبتدأ مضمر ، أي : هم الذي آمنوا ، أو خبر ثان ل " إنَّ " ، أو مبتدأ ، والخبر الجملةُ من قوله : { لَهُمُ البشرى } ، أو على النَّعْت على موضع " أوْليَاء " لأنَّ موضعه رفعٌ بالابتداء قبل دخول " إنَّ " ، أو بدل من الموضع أيضاً ، ذكرهما مكِّي ، وهذان الوجهان على مذهب الكوفيين ؛ لأنَّهم يجرُون التَّوابع كلَّها مجرى عطف النَّسق في اعتبار المحلِّ .

وقيل : محله الجرُّ بدلاً من الهاءِ ، والميم في " عليهم " .

وقيل : منصوبُ المحلِّ نعتاً ل " أولياء " ، أو بدلاً منهم على اللفظِ ، أو على إضمار فعلٍ لائقٍ وهو " أمدحُ " ، فقد تحصَّل فيه تسعةُ أوجهٍ : الرفعُ من خمسة ، والجرُّ من وجه واحد ، والنَّصبُ من ثلاثة ، وإذا لم تجعل الجملة من قوله : " لهُمُ البُشْرَى " خبراً ل " الَّذين " جاز فيها الاستئنافُ ، وأن تكون خبراً ثانياً ل " إنَّ " أو ثالثاً .