اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{قَالَ رَبِّ إِنِّيٓ أَعُوذُ بِكَ أَنۡ أَسۡـَٔلَكَ مَا لَيۡسَ لِي بِهِۦ عِلۡمٞۖ وَإِلَّا تَغۡفِرۡ لِي وَتَرۡحَمۡنِيٓ أَكُن مِّنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ} (47)

{ قَالَ رَبِّ إني أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ } وهذا إخبار بما في المستقبل وهو العزم على الترك .

قوله : { وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي } لم تمنع " لا " من عمل الجازم كما لم تمنعْ من عمل الجارِّ في نحو : " جِئْتُ بلا زادٍ " قال أبو البقاء : " لأنَّها كالجزء من الفعل وهي غيرُ عاملةٍ في النَّفْي ، وهي تنفي ما في المستقبل ، وليس كذلك " مَا " فإنَّها تنفي ما في الحالِ ؛ فلذلك لمْ يَجُزْ أن تدخُل " إنْ " عليها " .