تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قَالَ رَبِّ إِنِّيٓ أَعُوذُ بِكَ أَنۡ أَسۡـَٔلَكَ مَا لَيۡسَ لِي بِهِۦ عِلۡمٞۖ وَإِلَّا تَغۡفِرۡ لِي وَتَرۡحَمۡنِيٓ أَكُن مِّنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ} (47)

وقوله تعالى : ( قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ ) إني أعوذ بك أن أعود إلى سؤال ، لا أعلم بالإذن في السؤال . هذا يحتمل .

وقوله تعالى : ( وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنْ الْخَاسِرِينَ ) إن لم تغفر لي بالعصمة من العود إلى مثله ( أكن من الخاسرين ) هذا يشبه أن يكون ذكر هذا لما لا يستوجبون الغفران والرحمة إلا برحمة الله وفضله على ما روي عن رسول الله أنه قال : " لن تدخل الجنة إلا برحمة الله ، قيل : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته " [ مسلم2816/71و . . . 2818/78 ] .

وقوله تعالى : ( وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي ) هو طلب المغفرة بالكناية ، وهو أبلغ وأكبر [ من قوله ][ في الأصل وم : عن قولهم ] : اللهم اغفر لي ؛ كأن في قوله ( وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي ) قطع المغفرة عن[ في الأصل وم : من ] غيره ، وإخبارا[ في الأصل وم : وأخبار ] ألا يملك أحد ذلك ، وليس في قوله ( اغفر لي )[ الأعراف : 151و . . . ] قطع كون ذلك عن غيره . لذلك كان ذلك أبلغ من هذا . وكذلك سؤال آدم حواء المغفرة حين[ في الأصل ومك حيث ] قالا : ( ربنا ظلمنا أنفسنا ) الآية[ الأعراف : 23 ] هو سؤال بالكناية ، فهو أبلغ في السؤال .