قوله : { وَلَوِ اتبع الحق أَهْوَاءَهُمْ } الجمهور على كسر الواو لالتقاء الساكنين وابن وثّاب بضمها{[33186]} تشبيهاً بواو الضمير كما كُسرتْ واو الضمير تشبيهاً بها {[33187]} .
قال ابن جريج ومقاتل والسّدّيّ وجماعة : الحق هو الله . أي : لو اتبع الله مرادهم فيما يفعل{[33188]} وقيل : لو اتبع مرادهم ، فيسمّي لنفسه شريكاً وولداً كما يقولون { لَفَسَدَتِ السماوات والأرض }{[33189]} .
وقال الفراء{[33190]} والزجاج{[33191]} : المراد بالحق : القرآن . أي : نزل القرآن بما يحبون من جعل الشريك والولد على ما يعتقدون { لَفَسَدَتِ السماوات والأرض وَمَن فِيهِنَّ } وهو كقوله : { لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ الله لَفَسَدَتَا{[33192]} } {[33193]} [ الأنبياء : 22 ] .
قوله : { بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ } العامة على إسناد الفعل إلى ضمير المتكلم المعظم نفسه ، والمراد أتتهم رسلنا{[33194]} . وقرأ أبو عمرو في رواية «آتَيْنَاهُمْ » بالمد أي أعطيناهم{[33195]} ، فيحتمل أن يكون المفعول الثاني غير مذكور ، ويحتمل أن يكون «بِذِكْرِهِمْ » والباء مزيدة فيه وابن أبي إسحاق وعيسى بن عمر وأبو عمرو أيضاً «أَتَيْتهمْ » بتاء المتكلم وحده{[33196]} . وأبو البرهثم وأبو حيوة والجحدري وأبو رجاء «أَتَيْتَهُمْ » بتاء الخطاب{[33197]} ، وهو الرسول - عليه السلام{[33198]} - .
وعيسى : «بِذِكْرَاهُم » بألف التأنيث{[33199]} . وقتادة «نُذَكِّرهُمْ » بنون المتكلم المعظم نفسه مكان باء الجر مضارع ( ذَكَّر ) المشدد{[33200]} ، ويكون ( نُذكرُهُمْ ) جملة حالية .
وتقدم الكلام في «خَرْجاً » و «خَرَاجاً » في : الكهف {[33201]} .
قال ابن عباس : { بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ } بما فيه فخرهم وشرفهم . يعني : القرآن ، فهو كقوله : { لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ }{[33202]} [ الأنبياء : 10 ] أي : شرفكم ، { وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ }{[33203]} [ الزخرف : 44 ] أي : شرف لك ولقومك { فَهُمْ عَن ذِكْرِهِمْ } شرفهم «معرِضون » {[33204]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.