اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{يَعِظُكُمُ ٱللَّهُ أَن تَعُودُواْ لِمِثۡلِهِۦٓ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ} (17)

قوله تعالى : { يَعِظُكُمُ الله أَن تَعُودُواْ لِمِثْلِهِ . . . }{[34208]} الآية وهذا من باب الزواجر ، أي : يعظكم الله بهذه المواعظ التي بها تعرفون عظم هذا الذنب ، ولأن فيه الحد والنكال في الدنيا والعذاب في الآخرة ، لكي لا تعودوا إلى مثل هذا الفعل أبداً{[34209]} .

قوله : «أَنْ تَعُودُوا » فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : أنه مفعول من أجله ، أي : يعظكم كراهة أن تعودوا{[34210]} .

الثاني : أنه على حذف «في » أي : في أن تعودوا ، نحو{[34211]} : وعطف فلاناً في كذا ، فتركه{[34212]} .

الثالث : أنه ضمن معنى فعل{[34213]} يتعدى ب «عَنْ » ثم حذفت ، أي : يَزْجُرُكُمْ بالوعظ عن العود{[34214]} .

وعلى هذين القولين يجيء القولان في محل «أنْ » بعد نزع الخافض .

قال ابن عباس : «يحرم الله عليكم » {[34215]} .


[34208]:"لمثله": سقط من ب.
[34209]:انظر الفخر الرازي 23/182.
[34210]:انظر الكشاف 3/66، التبيان 2/967.
[34211]:في ب: بحر. وهو تحريف.
[34212]:انظر الكشاف 3/66.
[34213]:فعل: كرر في الأصل.
[34214]:انظر التبيان 2/967.
[34215]:انظر البغوي 6/82.