قوله : «كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ » أي : قيل ذلك{[37950]} ، أو الأمر كذلك{[37951]} . والضمير في «سَلَكْنَاهُ » عائد على القرآن ، وهو الظاهر{[37952]} ، أي : سلكناه في قلوب المجرمين ( كما سلكناه في قلوب المؤمنين ){[37953]} ، ومع ذلك لم ينجع{[37954]} فيهم . وقال ابن عباس والحسن ومجاهد : أدخلنا الشرك والتكذيب في قلوب المجرمين{[37955]} .
وهذه الآية تدل على أنّ الكل بقضاء الله وخلقه . قال الزمخشري : أراد به أنه صار ذلك التكذيب متمكناً في قلوبهم أشدّ التمكن ، فصار ذلك كالشيء الجبلِّي{[37956]} .
والجواب : أنه إما أن يكون قد فعل الله تعالى فيهم ما يقتضي الترجيح أم لا ، فإن كان الأول فقد دللنا{[37957]} في سورة الأنعام على أنَّ الترجيح لا يتحقق ما لم يثب{[37958]} إلى حد الوجوب ، وحينئذ يحصل المقصود ، وإن لم يفعل فيهم ما يقتضي الترجيح البتة امتنع قوله : «كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ »{[37959]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.