اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{مَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يُمَتَّعُونَ} (207)

{ مَا{[37990]} أغنى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ } في تلك السنين ، أي : إنهم وإن طال تمتعهم بنعم الدنيا ، فإذا أتاهم العذاب لم يغن طول التمتع عنهم شيئاً ، ويكون كأنهم لم يكونوا في نعيم قط .

قوله : { مَا أغنى عَنْهُمْ }{[37991]} يجوز أن تكون «مَا » استفهامية في محل نصب مفعولاً مقدماً ، و«مَا كَانُوا » هو الفاعل{[37992]} ، و «مَا » مصدرية بمعنى : أيُّ شَيْءٍ أغنى عنهم كونهم متمتعين . وأن تكون نافية{[37993]} ، والمفعول محذوف ، أي : لَمْ يُغْنِ عنهم تمتعهم شيئاً . وقرىء «يُمْتَعُونَ » بإسكان الميم وتخفيف التاء{[37994]} من : أمْتَعَ اللَّهُ زَيداً بكذا .


[37990]:في ب: فما.
[37991]:عنهم: سقط من ب.
[37992]:انظر البيان 2/217.
[37993]:انظر البيان 2/217، التبيان 2/1002.
[37994]:المختصر (108)، الكشاف 3/128، البحر المحيط 7/44، ولم يعزها أحد إلى قارىء.