اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَقَالَ مُوسَىٰ رَبِّيٓ أَعۡلَمُ بِمَن جَآءَ بِٱلۡهُدَىٰ مِنۡ عِندِهِۦ وَمَن تَكُونُ لَهُۥ عَٰقِبَةُ ٱلدَّارِۚ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (37)

قوله : «وقَالَ مُوسَى » هذه قراءة العامة بإثبات واو العطف ، وابن كثير حذفها{[40340]} . وكل وافق مصحفه ، فإنها ثابتة في المصاحف غير مصحف مكة ؛ وإثباتها وحذفها واضحان ، وهو الذي يسميه أهل البيان : الوَصْلُ والفَصْلُ{[40341]} . قوله{[40342]} { رَبِّي أَعْلَمُ بِمَن جَاءَ بالهدى مِنْ عِنْدِهِ } بالمحق من المبطل .

قوله : «وَمَنْ تَكُونُ » قرأ العامة «تكون » بالتأنيث ، و «لَهُ » خبرها ، و «عَاقِبَةُ » اسمها ، ويجوز أن يكون اسمها ضمير القصة ، والتأنيث لأجل ذلك .

و { لَهُ عَاقِبَةُ الدار } جملة{[40343]} في موضع الخبر ، وقرئ{[40344]} بالياء من تحت{[40345]} على أن تكون «عَاقِبَةُ » اسمها ، والتذكير{[40346]} للفصل ، ولأنه تأنيث مجازي ، ويجوز أن يكون اسمها ضمير الشأن{[40347]} ، والجملة خبر كما تقدم{[40348]} ، ويجوزُ أن تكون تامة وفيها ضمير يرجع إلى «مَنْ » والجملة في موضع الحال ، ويجوز أن تكون ناقصة واسمها ضمير «مَنْ » والجملة خبرها{[40349]} ، والمعنى : «مَنْ يَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ » أي : العاقبة{[40350]} المحمودة في الدار الآخرة لقوله{[40351]} تعالى : { أولئك لَهُمْ عقبى الدار جَنَّاتُ عَدْنٍ } [ الرعد : 22 - 23 ] ، والمراد من الدار : الدُّنيا . وعاقبتها{[40352]} وعقباها أنْ يُخْتَم للعبد بالرحمة والرضوان{[40353]} ، { إِنَّهُ{[40354]} لاَ يُفْلِحُ الظالمون } ، أي : الكافرون .


[40340]:السبعة (494)، الحجة لابن خالويه (278) الكشف 2/174، النشر 2/341، الإتحاف (343).
[40341]:الوصل: عطف بعض الجمل على بعض، والفصل: تركه. انظر الإيضاح (151).
[40342]:قوله: سقط من الأصل.
[40343]:في ب: وجملة. وهو تحريف.
[40344]:في الأصل: وهي.
[40345]:قرأ بها حمزة والكسائي وخلف. السبعة (494)، الكشف 1/453، النشر 2/341، الإتحاف (343).
[40346]:في ب: والتذكر. وهو تحريف.
[40347]:في ب: البيان. وهو تحريف.
[40348]:في ب: كما تقدم والجملة خبر.
[40349]:انظر التبيان 2/1021.
[40350]:في ب: العقبى.
[40351]:في ب: كقوله.
[40352]:وعاقبتها: سقط من ب.
[40353]:انظر الفخر الرازي 24/251.
[40354]:إنه: سقط من ب.