قوله{[40355]} : { وَقَالَ فِرْعَوْنُ يا أيها الملأ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إله غَيْرِي } فتضمن كلامه نفي إلهيَّة غيره وإثبات إلهية نفسه{[40356]} ، { فَأَوْقِدْ لِي يا هامان عَلَى الطين } فاطبخ لي الآجُرَّ{[40357]} ، قيل : إنَّه أول من اتخذ الآجُرَّ وبنَى به{[40358]} ، { فاجعل لِي صَرْحاً } أي{[40359]} : قصراً عالياً . وقيل : منارة ، واختلفوا في ذلك فقيل : إنه بَنَاه حتى بلغ ما لَمْ يبلغه بنيان أحد من الخلق ، وإنه صَعدَ وَرَمَى بسهم وأن السهم عاد إليه ملطخاً بدم ، وبعث الله جبريل عليه السلام فضربه بجناحه فقطعه ثلاث قطع{[40360]} ، وقيل : إنه لم يَبْن الصرح لأنه يبعد في العقل أنهم بصعود الصرح يقربون من السماء مع علمهم{[40361]} بأنّ مَنْ عَلاَ أعلى الجبال الشاهقة يرى السماء كما كان يراها وهو في قرار الأرض ، ومن شكَّ في ذلك خرج عن حد العقل ، وهذا القول في أنه رمى السهم إلى السماء وأن من حاول ذلك كان من الخائبين ، ولا يليق بالعقل ، وإنما قال ذلك على سبيل التهكم{[40362]} .
قوله : { لعلي أَطَّلِعُ إلى إله موسى } أنظر إليه . والطُّلوع والاطِّلاع{[40363]} واحد ، يقال طَلَعَ الجبل واطَّلَعَ واحد{[40364]} ، «وَإِنِّي لأَظنُّهُ » يعني موسى «من الكاذبين » في زعمه أنَّ للأرض والخلق إلهاً غيري وأنه رسوله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.