قوله{[40375]} : «وَجَعَلْنَاهُمْ » أي : صيَّرَنَاهُم وقال الزمخشري : دعوناهم{[40376]} ، كأنه فر من نسبة ذلك إلى الله تعالى ، أعني{[40377]} : التصيير لأنه لا يوافق مذهبه{[40378]} ، ويدعون صفة ل «أَئِمَّة » وقال الجبائي : وجعلناهم : أي بيَّنا ذلك من حالهم وسميناهم به ، ومنه قوله : { وَجَعَلُوا الملائكة الذين هُمْ عِبَادُ الرحمن إِنَاثاً }{[40379]} [ الزخرف : 19 ] . وقال أبو مسلم : معنى الإمامة التقدم ، فلما عجَّل الله{[40380]} لهم العذاب صاروا متقدّمين لمن وراءهم من{[40381]} الكافرين{[40382]} .
ومعنى دعوتهم إلى النار : دعوتهم إلى موجباتها من الكفر والمعاصي ، فإن أحداً لا يدعو إلى النار ألبتة ، وإنما جعلهم الله أئمةً في هذا الباب ، لأنهم بلغوا في هذا الباب إلى أقصى النهايات ومن كان كذلك استحق أن يكون إماماً يقتدى به في ذلك الباب{[40383]} .
قوله : { وَيَوْمَ القيامة لاَ يُنصَرُونَ } لا يمنعون من العذاب ، كما تنصر الأئمة الدعاة إلى الجنة ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.