اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{مَن كَفَرَ فَعَلَيۡهِ كُفۡرُهُۥۖ وَمَنۡ عَمِلَ صَٰلِحٗا فَلِأَنفُسِهِمۡ يَمۡهَدُونَ} (44)

ثم أشار إلى التفرق بقوله : { مَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ } أي وبال كفره { وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ } أي يُوَطئُونَ المضاجعَ ويُسَوُّونها في القبور . قوله : «فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ » و «فلأنفسهم يَمْهَدُونَ » تقديم الجارين يفيد الاختصاص{[42141]} يعني أنَّ ضرر كفر هذا ، ومنفعة عمل هذا لا يتعداه ، ووحد الكناية في قوله : «فعليه » وجمعها في قوله : «فلأنفسهم » إشارة إلى أن الرحمة أعم من الغضب فتشمله وأهله وذريته ، وأما الغضب فمسبوق بالرحمة لازم لمن أساء وقال : «فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ » ولم يبين قال في المؤمن : «فَلأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ » تحقيقاً لكمال الرحمة ، فإنه عند الخير بَيَّن بشارة وعند غيره أشار إليه إشَارةً{[42142]} .


[42141]:هذا هو المفهوم من كتاب الكشاف للزمخشري 3/224.
[42142]:انظر: التفسير الكبير للإمام الفخر الرازي 25/129 و 130.